لهيب الهوا ل رحمة محمد

موقع أيام نيوز

ده!
نظر لها باستهزاء قائلا
احمدي ربنا هتلاقي دكتور يعالجك لما تتعبي
نظرت له باشمئزاز قائله
أنا مش هرد عليك
صرف نظره عنها للإتجاه الأخر وعقب قائلا
أحسن برده
وبعد فتره وصلوا للبيت مع أذان العصر وارتجلوا من السياره تعلقت فرح بذراع أخيها وكأنهما لم يتشاجرا قبل قليل نظرت للبيت الكبير الذي يقع بمدخل القرية ويضم ثلاث طوابق غير الطابق الأرضي ويطل على بحر أو كما يسمونه ترعة نقيه
ليست بالواسعة ولا المكتنزه وأمام البيت حديقة تحتوي جوانبها على الورد وتنتشر بها أشجار النخيل والعنب والمانجا والجوافه نظرت فرح لجمال الحديقه وهتفت قائله بحب
أنا بحب الريف جدا وبحب البلد وأجوائها أوي خصوصا في الصيف
نظر لها نوح قائلا
هي بصراحه تتحب بس الي مبتحبش بقا الناموس
تركت فرح ذراعه وربتت على كتفه بيدها كأنها تشد أزره قائله
مرطبك في جيبك جهاز الناموس في إيدك أي ناموسه تجيلك علقھا أوعى تهشها
ضحك نوح قائلا
على رأي جدي دا مش ناموس دا جاموس
تعلقت فرح بذراعه مجددا قائلة
يلا نبدأ المعر..كه
رمقهما الأب متعجبا ثم نظر للأم قائلا
دول إلي كانوا بيتخانقوا من شويه! 
عقبت الأم مبتسمه
متركزش معاهم دول كل ساعه في حال
نوح أخيها الأكبر والوحيد

يكبرها بأربعة أعوام بالرابع والعشرين من عمره تخرج من كلية الطب البيطري ويعمل مؤقتا مندوبا للمبيعات بإحدى الشركات لحين فتح مشروعه الخاص
وبعد أن دخلوا وتبادلوا السلام والترحاب استغل الجد تجمعهم ونظر لإبنه هشاموالد فرح قائلا بتردد
هشام يبني فهيمه چالها عريس
فغرت فرح فاها پصدمه وردت بعفويه
لأ يا جدي أنا مش ناويه أتجوز أصلا
شرح الجد الغرض من الزواج والحوار الذي دار بينهم وبين عائلة النجار فرد هشاموالد فرح پحده
لأ يابا أنا مش هروح أرمي بنتي في الڼار عشان شغلك يمشي
حاول الجد ماجد التبرير قائلا
إنت عارف غلاوة فهيمه عندي وأنا لا يمكن أر...ميها في الڼار!
زفر ماجد بقو..ه وأردف بتوضيح 
هيكون كتب كتاب يعني هيبقا على ورق وأنا هأچل الفرح خالص دلوقتي على ما شغلي يتظبط ونطلقها منه وكأن مفيش حاچه حصلت...
هز هشام رأسه بعن..ف معترضا وهتف بحز م 
لأ يابا أنا مش موافق
تجعدت ملامح ماجد ورد بحزم وبنبرة حادة
والله يا هشام لو ما وافقت لأكون مقاطعك عمري كله وأحلف عليك ما تحضر چنازتي
ابتسمت فرح ببلاهه ووقفت بحماس قائله بسذاجتها المعتاده وهي ترفع ذراعيها كمن يحمل الأثقال
وأنا موافقه يا جدي أخوض المعر..كه دي
نظر الجميع لفرح بدهشه وسحبها نوح من ذراعها پعنف لتجلس فعقبت متأوهه
براحه يا نوح دراعي
رد عليها نوح بنبرة حادة
لما الكبار يتكلموا تسكتي خالص
أشار الجد نحوها قائلا
وأهي صاحبة الشأن موافقه
أكدت فرح قائله
أيوه موافقه يا جدي طلما حضرتك بتقول هيكون على ورق وهتحل مشكلتك يبقا على بركة الله 
قالت جملتها الأخيره مبتسمه بنفس البلاهه فهي لا تدرك عواقب ما قالته قبل قليل هي فقط تريد إضافة بعض الأكشن والمغامره لحياتها الروتينيه فيالها من حمقاء! وبلهاء! وساذجه!
وبعد مناقشة الموضوع لساعة كامله وافقوا جميعا وبدؤا يجهزون لكتب الكتاب الذي سينعقد في الغد وستتعقد معه حياتها! 
أتمنى تكوني مدركه عملتي في نفسك إيه!
أجابت بثقة
طبعا مدركه ملكش دعوه إنت
هز رأسه بقلة حيله قائلا
والله شكلك ما فاهمه أي حاجه
رمقته بسخريه ولم تعقب على كلامه وخرجت من البيت لتتمشى بالحديقه فخرج ورائها جدها وناداها قائلا
متخرجيش لوحدك يا فهيمه كل مره بتوهي وسط الأراضي وتحيرينا
ضحكت قائله بثقه
متقلقش يا جدي أنا خلاص اتعودت
عقب الجد باستفهام
اتعودت على المكان!
ابتسمت فرح قائله
لأ إتعودت إني أتوه وتدوروا عليا وكدا
عقب الجد بحز م وهو يضغط على كل كلمه بجملته
متخرچيش لوحدك يا فهيمه
عقبت قائله بعدم اقتناع 
حاضر يا جدو
دخل جدها للبيت ونظرت هي يمينا ويسارا ثم تسللت دون أن يراها أحد لتخرج وتتمشى بين الأراضي كمان تهوى فهي تحب المغامره وتلقي بنفسها دائما في المها..لك بدون أدنى تفكير....
على جانب أخر في بيت عائلة النجار في مكتب سليمان يقف يوسف حائرا بعد أن عرض عليه عمه سليمان فكرة الزواج واعترض عليها لكن عمه حاول إقناعه بالرضا فرد عليه يوسف بهدوء
يا عمي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأنا لا يمكن أتجوز بالطريقه دي
رد سليمان بنبرة هادئه 
هي فين المعصيه دي! هو أنا بقولك مشي معاها في الحړام! أنا بقولك اتچوزها على سنة الله ورسوله
حين سمع يوسف جملة عمه زفر بقوه وحاول الحفاظ على هدوئه قائلا بنبرة لينه
تنهد يوسف بنفاذ صبر وأردف
وأنا لا يمكن أ..ظلم نفسي وأ..ظلم بنت بريئه ملهاش ذنب في أي حاجه!
يا يوسف لازم تبرد
ڼاري وتتجوز بت من حداهم عشان نكس...ر عنيهم زي ما كسر..وا قلوبنا زمان!
زفر يوسف بحن ق لكنه حاول تمالك حاله تظاهر بالهدوء ليستطيع إقناع عمه وعقب بتوضيح وببعض الحده
قطب يوسف حاجبيه مردفا باستفهام
ليه ننبش في الماضي وهو أصلا اتردم عليه!
نظر سليمان للفراغ نظرات غا..ضبه حين تذكر ما حدث قبل أعوام وعقب قائلا
عمتك ماټت بحسرتها لما طلقها ابن ماچد وراح اتچوز عليها
اتجوز بنتهم سنه سنتين تلاته إلي يريحك وبعدين طلقها واتجوز إلي تختارها
أردف سليمان برجاء
برد نا...ري يا يوسف وخدلنا طار..نا منهم
ذم يوسف شفتيه بحزن وعقب بحزم
لا يا عمي أنا آسف لا يمكن أوافق على الجوازه دي
ضړب سليمان يده على المكتب بغض..ب ورمقه بنظرات حاړقة قائلا بنبرة أحد من السيف
تبقا إنت إلي حكمت على نفسك وعلى أمك وأختك
أقبل سليمان نحو المكتب بخطوات واسعه وأخرج الأوراق من درج مكتبه ليضعها أمامه ثم أشار عليها قائلا
وكدا هضطر أستخدم معاك القو...ه يابن أخويا
نظر يوسف للأوراق على سطح المكتب وسأل متعجبا 
إيه الورق ده!
عقب سليمان قائلا
دي الأوراق إلي مضيت عليها أول ما چيت شيك ب ٥مليون

يا تسددهم يا تتحب..س يا داكتور يوسف.....
تنهد يوسف بحسرة قائلا
ليه كدا يا عمي!
جلس سليمان على كرسي مكتبه قائلا بثقه
فكر يا يوسف وخد قرار وياريت تفكر في أمك وأختك قبل منك
تذكر أخته الصغيره وقرانها الذي سيعقد بعد شهر فهو معيل أسرته الوحيد لم يترك له عمه أي خيار سوى الموافقه!
حين طال صمته أردف عمه قائلا 
إنت المفروض تشكرني عشان چايبلك بت تتسلى معاها وبالحلال يابن أخويا
رد يوسف بحسرة
وإنت بتسمي دا حلال يا عمي.... اتجوز واحده عشان أنتقم منها ومن أهلها.... دا حلال في شرع مين!
عقب سليمان بتحدي قائلا
معندكش خيار إلا إنك توافق
رمقه يوسف بنظرات عتاب وهم أن يغادر الغرفه وقبل أن يفتح الباب أوقفه صوت سليمان...
معندكش خيار إلا إنك توافق على الجوازه دي
رمقه يوسف بنظرات عتاب وهم أن يغادر الغرفه وقبل أن يفتح الباب أوقفه صوت سليمان الذي وقف عن مقعده قائلا بنظرات محذره
ياريت متتأخرش في الرد عليا لأن كتب الكتاب هيكون بكره!
زفر يوسف بحنق وخرج من الغرفه بل من البيت بأكمله...
يوسف شاب بالسادس والعشرين من عمره طويل القامه متوسط الوزن يمتلك ملامح رجوليه جذابه يعمل معيدا بالجامعه ويدرس لتحضير دراسات عليا ماجستير ودكتوراه وسنعرف تفاصيل أكثر عنه فيما بعد... 
الله على الجو الجميل والخضره الأجمل
قالتها فرح وهي تنظر حولها مبتسمة وتتنفس بارتياح إنه الريف وجماله كانت تسير في طريق خال من المساكن وعلى جانبيها أراضي زراعيه على يمينها أرض فارغة من الزرع تتجهز لموسم زراعة جديد وعلى يسارها زرع الرز الذي أوشك على الحصاد كانت في مكان خالي من الناس يعمه الهدوء الذي يختلط مع أصوات العصافير في وقت الغروب وها قد غادر الجميع لبيوتهم مع حيواناتهم التي يستنفعون من حليبها أو لحومها زفرت بارتياح قائلة
هي دي العيشه ولا بلاش يا سلام لو بابا يشوفلنا بيت هنا في البلد بعيد عن زحمة القاهره!
يا سلام .... يا سلام
يا محلاها عيشة الفلاح
نظرت حولها فوجدت أرضا بها شجرة جوافة ناضجة فاقبلت نحوها وأخذت واحده وهي تلتفت حولها كمن يسر ق شيئا وبدأت تتذوقها بمتعة اغلقت عينيها وهي تمضغها وتتمتع بطعمها اللذيذ ليقاطعها صوت نباح كل..ب وهي تخاف من أي حيوان خلقه الله ماعدا الخيل والقطط جحظت عينيها پصدمه صار..خة ثم ألقت الباذنجان من يدها بهلع وركضت من أمامه أخذ يركض وهي تركض أمامه حتى وجدت أمامها ترعة مياه نقية فقفزت بها....
لو كل..ب ابن كل..ب بقا بجد انزلي هنا نتواجه
قالت جملتها بثقه فهي تحتمي بداخل بالمياه رد عليها الكلب بالنباح فصا..حت بنبرة حا دة
امشي بقا امشي!
ملأت كفها بالماء وقذفته به بغض..ب وهي تقول
امشييييي 
لم تتخيل أنه قد يجلس على
حافة الترعه لينتظرها لكنه فعل سبحت يمينا لتبتعد عنه وتخرج فقام الكل...ب وتبعها كأنه ينتظر ظهورها من المياه فتوقفت عن السباحه وقالت بصوت يوشك على البكاء
إنت مبتمشيش ليه يخر...بيتك!
بدأت تؤنب نفسها بصوت مسموع
يارتني سمعت كلام جدي ومخرجتش لوحدي 
خرج يوسف من بيت عمه غاضبا لم يسمح لأحد بمخاطبه وأخذ يتمشى وسط الأراضي الزراعيه يحاول تهدئة حدة غضبه إرتفع أذن المغرب فلفت نظره تلك الفتاه التي تتحدث مع الكلب كأنه يفهمها فتوارى خلف الشجرة ليستطيع رؤيتها وسماعها لكنها لا تراه...
أما هي فما زالت عالقة بالمياه وذالك الكلب يقف على حافة الترعه لوت شفتيها لأسفل وقالت بجديه وكأنه يفهمها
المغرب أذن امشي بقا زمان أمك بتدور عليك
أردفت بملامح مجعده بحزن
زي ما أمي أكيد بتدور عليا
أشاحت له بيدها وهي تقول
امشي.... امشي
رد عليها بالنباح فاستجمعت قوتها وسألته باستفهام
معندكش أولاد! طيب عندك أخوات... أصحاب أو أي حاجه
لوت فمها لأسفل بحزن وأردفت
صدقني زمانهم قلقانين عليك امشي بقا!
صاح الكلب بالنباح كأنه ينادي أصحابه وما هي إلا دقائق وكان أمامها خمسة كلا....ب أخرين غيره تقوس فمها لأسفل وهتفت پخوف
إيه ده إنت ناديت عيلتك!
بدأ الكلا.....ب جميعا بالنباح فصاحت پغضب وبصوت مرتفع
إنت كبرت الموضوع ليييه!!! ما كنا هنحله بينا... منك لله منك لله
وعلى جانب أخر كان يوسف يستمتع بحديثها حتى أنه تناسى حديث عمه وبدأ يراقب رد فعلها حتى ودعت الشمس السماء وأشك الجو أن يعتم فنظرت للسماء ثم إليهم وقالت پبكاء 
إنتوا ناوين تتعشوا بيا ولا إيه!
رأت مجموعة أخرى من الكلا......ب قد أقبلت إليهم فصړخت
لا لا لا إنت ناديت الكلا....ب إلي في البلد كلها ولا إيه!
صاحت پبكاء
يا ماما.... يا بابا.... يا جدو حد يلحقني يا ناااس
أوشكت الشمس أن تودع السماء وفقدت الأمل أن يسمعها أحد فسبحت بإتجاه اليمين لتحاول الإبتعاد عنهم وتخرج لكن تتبعها الكلب مجددا فصړخت
حد يلحقني 
قرر أن يساعدها فقد أوشك الليل على إسدال عتمته أقبل نحوها وهو يقول
إنت بتعملي إيه عندك!
تهللت أساريرها حين رأته وهتفت برجاء
الحقني وساعدني
أردفت بتوضيح يعتريها القلق
أنا بقالي كتير في المايه والكلاب دي مستنياني أخرج
تبسم ضاحكا وهو ينحنى للأرض ليأخذ مجموعة من الحجارة ويقذفهم بها حتى انصرفوا جميعا

حاول كبح ضحكاته ونظر لها قائلا
طيب اخرجي خلاص مشيوا
نظرت له هو الأخر بريب أيعقل أن يكون عفريت من الجن كما قرأت في رواية سابقة
تم نسخ الرابط