اصحاب الجنه

موقع أيام نيوز

 قرروا أن يحتكروا ثمرات البستان لأنفسهم ، ليكثروا مالهم ، ويسعدوا أنفسهم وأولادهم ، وليذهب الفقراء إلى حال سبيلهم .
قال أحدهم : لقد صار البستان لنا ، وسوف نجني منه الكثير .
وقال الثاني : ولن ندع الفقراء يقتربون منه .
وقال الثالث : ولن يطمع الفقراء بعد اليوم بشيء منه .
قال أوسط الإخوة ، وكان معجباً بأبيه وبكرمه وإنفاقه على الفقراء والمساكين : أنصحكم أن تسيروا على ما كان يسير عليه أبوكم ، فالله سبحانه وتعالى قد جعل للفقراء والمحتاجين حقاً في هذا المال .

قال كبيرهم : إنه مالنا .. وليس لأحد حق فيه . قرب
قال أوسطهم : بل إنه – كما يقول أبونا – إنه مال الله ، وقد استودعنا الله إياه ، وللفقراء نصيب فيه ...
اشتد الجدال وطال الحوار ، وغلب الأخ الأوسط على أمره ، وأئتمر الأخوة فيما بينهم ، أن يبكروا إلى تلك الجنة الدانية القطوف ، وأن يأخذوا كل ما فيها من فواكه وثمار قبل أن ينتبه الفقراء والمساكين ويأتوا – كعادتهم أيام أبيهم – ليأخذوا حصتهم ونصيبهم منها .
نام الأخوة الأشحاء على أحلام الغد الممتلئ بالغنى والثروة ، واستيقظوا في الجزء الأخير من الليل ، وبادروا إلى بستانهم ، وعندما وصلوا إليه وقفوا ذاهلين ، فقد كان البستان قاعاً صفصفا ، فقد احترق بأكمله ..
قال كبيرهم : لا .. لا .. هذا ليس بستاننا ..
قال الآخر : إن بستاننا جنة تجري من تحتها الأنهار ، وهذا خړاب .
قال أوسطهم : بل إنه بستانكم .. قد أرسل الله عليه طائفاً من البلاء جعله كما ترون ، لأنكم لم تفعلوا كما كان يفعل أبوكم ، ولم ترضوا فيما أعطاكم ، لم تعطوا الفقراء حقهم الذي فرضه الله لهم في بستانكم .. ولقد نصحتكم، ولكنكم لا تحبون الناصحين، وندم الأخوة على ما كانوا بيتوه ضد الفقراء ، لكن بعد فوات الأوان. 
قال تعالى : {قالوا سبحان ربِنا إنَا كنَا ظالمين .. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون .. قالوا يا ويلنا إن كنَا طاغين .. عسى ربُنا أن يبدلنا خيراً مِنها إنَا إلى ربِنا راغبون}.

إذا أعجبتك لا تبخل بالصلاة على حبيبك عليه أفضل الصلاة وأتم السلام❤

 

تم نسخ الرابط